هنية في القاهرة لبحث مقترح هدنة جديدة وسط معارك عنيفة بغزة

هنية في القاهرة لبحث مقترح هدنة جديدة وسط معارك عنيفة بغزة
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

تتكثّف الجهود، اليوم الخميس، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بينما تواصلت المعارك بين الطرفين والقصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر في ظل وضع إنساني كارثي.

وأفاد شهود خلال الليل بضربات إسرائيلية في محيط مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث تخوض القوات الإسرائيلية معارك على الأرض مع مقاتلي حركة حماس، وفق وكالة فرانس برس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأيام الماضية أنه يطوّق المدينة، وتشتبه إسرائيل بأن قادة حماس يختبئون في المنطقة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط 119 قتيلا في الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة بين مساء الأربعاء وصباح الخميس.

وقالت الوزارة إن هناك قصفا باتجاه مستشفى ناصر في خان يونس وإن الجيش الإسرائيلي ينفذ "اقتحامات" لمستشفى الأمل في المنطقة.

وتتهم حماس إسرائيل باستهداف المستشفيات لتعطيلها، وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم النازحين والمرضى وطواقم المستشفيات "كدروع بشرية".

وتحدث شهود عن قصف من زوارق حربية إسرائيلية على ساحل مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع حيث نزح أكثر من مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن قواته "قضت على العشرات من مقاتلي حماس" خلال الساعات الماضية ودمّرت منصة إطلاق صواريخ طويلة المدى في خان يونس.

وذكرت الأمم المتحدة أن 184 ألف فلسطيني سُجّلوا لطلب مساعدة إنسانية بعدما أرغموا على الفرار من غرب مدينة خان يونس.

وقال رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في الأراضي الفلسطينية ليو كان "ما يجري حاليا مجزرة".

وتابع "ليس من الممكن اليوم في حرب لا يحقّ فيها للناس بالخروج، وحيث السكان محاصرون ولا مكان لهم يذهبون إليه، أن نقبل بقتل 150 امرأة وطفلا في اليوم"، مضيفا "المطلب الأول إذاً هو وقف إطلاق نار فوري وشامل".

حافة الهاوية

وحذّر مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين من أنه بعد نحو أربعة أشهر من الحرب، سكان قطاع غزة "يموتون من الجوع" و"يُدفعون إلى حافة الهاوية".

وأكّد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير أن قطاع غزة بات "غير صالح للعيش"، مشيرا إلى تضرّر نصف المباني فيه.

وما يزيد من معاناة السكان التهديد المحدق بعمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما علّقت 13 دولة مانحة تمويلها إثر اتهام إسرائيل 12 من موظفيها بالتورط في الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وأسفر الهجوم غير المسبوق عن سقوط 1140 قتيلا معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف نحو 250 شخصاً خلال الهجوم نقلوا إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.. ولا يزال 132 رهينة منهم محتجزين، ويعتقد أن 29 منهم لقوا حتفهم.

ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "بالقضاء" على حماس، وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة على قطاع غزة أتبعت مذ 27 أكتوبر بهجوم بري واسع النطاق، ما أدى إلى سقوط أكثر من 27 ألف قتيل حتى الآن، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.

محادثات حول هدنة

وفي سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "في الأيام المقبلة" إلى الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤول أمريكي من دون أن يحدّد الدول التي سيزورها.

فيما يصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الخميس، إلى مصر، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس، لبحث مبادرة جديدة تمت صياغتها خلال اجتماع نهاية الأسبوع الماضي في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين من مصر وإسرائيل وقطر.

وذكر مسؤولون في حماس أن الحركة تدرس اقتراحاً يتألف من ثلاث مراحل، تنص الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعيّن على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميا.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في تصريح صحفي وزعه مكتبه الخميس "لا تزال حماس تدرس الورقة المقدّمة ولدينا ملاحظات جوهرية عليها".

وتابع البيان "سنبحث عن ضمانات لالتزام العدو"، مضيفا "ندرس مع مختلف قوى المقاومة ورقة التفاهم لبلورة ردّ موحّد سنقدمه للوسطاء".

لجنة سلام

وتطالب حماس بوقف إطلاق النار بشكل كامل كشرط مسبق لأي اتفاق، فيما تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن هدنة في المعارك رافضة وقف عمليتها في غزة.

وتحت ضغوط عائلات الرهائن من أجل تحرير ذويهم المحتجزين في غزة ومن أعضاء حكومته الرافضين لتقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء "نعمل من أجل التوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن".

وعلى هامش الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة وقطر ومصر، اقترح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي يؤيد علنا القضية الفلسطينية ويتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" حاليا في غزة، تشكيل "لجنة سلام مؤلفة من عدة دول" لضمان إطلاق سراح الرهائن ووضع حد للحرب.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية